كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



قاعدا على مصطبة (1) في الدار فصعد وقعد فقال له يحيى: يا أبا عبد الله إن أمير المؤمنين جاء بك ليسر بقربك ويصير ابنه عبد الله في حجرك.
فأخبرني بعض الخدام أن المتوكل كان قاعدا وراء ستر فقال لأمه: يا أمه قد أنارت (2) الدار.
ثم جاء خادم بمنديل فأخذ يحيى المنديل وذكر قصة في إلباس أبي عبد الله القميص والقلنسوة والطيلسان وهو لا يحرك يده ثم انصرف.
وقد كانوا تحدثوا: أنه يخلع عليه سوادا.
فلما جاء نزع الثياب وجعل يبكي وقال: سلمت من هؤلاء منذ ستين سنة حتى إذا كان في آخر عمري بليت بهم! ما أحسبني سلمت من دخولي على هذا الغلام فكيف بمن يجب علي نصحه؟! يا صالح وجه بهذه الثياب إلى بغداد تباع ويتصدق بثمنها ولا يشتري أحد منكم منها شيئا.
فوجهت بها إلى يعقوب بن بختان (3) فباعها وفرق ثمنها وبقيت عندي القلنسوة.
قال: ومكث خمسة عشر يوما يفطر كل ثلاث على ثمن سويق ثم جعل بعد ذلك يفطر ليلة على رغيف وليلة لا يفطر وإذا جاؤوا بالمائدة توضع في الدهليز لئلا يراها وكان إذا أجهده الحر بل خرقة فيضعها على صدره وفي كل يوم يوجه إليه بابن ماسويه فينظر إليه فقال: يا أبا عبد الله أنا أميل إليك وإلى أصحابك وما بك علة سوى الضعف وقلة الرز (4) .
__________
(1) في " تاريخ الإسلام ": " على دكان ".
(2) في " تاريخ الإسلام ": " نارت ".
(3) هو يعقوب بن إسحاق بن بختان نسب هنا إلى جده وهو من أصحاب الامام أحمد وكان أحد الصالحين الثقات.
له ترجمة في " طبقات الحنابلة " ص: 276 و" تاريخ بغداد " 14 / 280.
(4) الرز بكسر الراء وتشديد الزاي: غمز الحدث وحركته في البطن للخروج حتى =